التعليم عن بُعد .. ضرورة - 09 أغسطس 2010
2021-11-10 578
يعتبر التعليم عن بعد أو التعليم المفتوح والبعض يسميه التعليم المستقل أحد الطرق الحديثة في نقل المعلومة، ويعتمد مفهوم هذا النوع من التعليم على البعد المكاني بين مصدر المعلومة الذي في العادة يكون المعلم ومتلقي المعلومة وهو الطالب.
ولقد بدأ انتشار التعليم عن بعد في بداية السبعينيات عن طريق بعض الجامعات الغربية حيث كانت تلك الجامعات تستخدم البريد العادي في إرسال مواد التعليم وهي عبارة عن كتب وأشرطة فيديو وتسجيل وذلك للطلبة الراغبين في هذا النوع من التعليم في شتى أنحاء العالم، وبنفس الطريقة يقوم الطالب بإرسال الرسوم الدراسية والوثائق وغيرها وفي كثير من الأحيان كانت تلك الجامعات تشترط حضور الطالب لأداء الامتحان النهائي والذي بموجبه يحصل على الشهادة، وتطور الأمر في حقبة الثمانينات الميلادية حيث أصبح التعليم عن بعد يتم عبر الكوابل والقنوات التلفزيونية، وكانت شبكة الأخبار البريطانية الـ (BBC) هي الرائدة في هذا المجال في ذلك الوقت.
وبعد الانفجار المعرفي والاستخدام الهائل للاتصالات الحديثة وتقنية المعلومات في بداية الألفية الثالثة أصبح التعليم عن بعد يتم عبر شبكة الإنترنت، وحل البريد الإلكتروني محل البريد العادي في عملية إرسال المواد والشهادات والرسوم والوثائق وغيرها وأصبح الطالب بإمكانه أن يؤدي الامتحان عن طريق الإنترنت دون عناء السفر إلى مقر الجامعة، وفي وقتنا الحاضر نحن نعيش خدمة متكاملة للتعليم عن بعد وذلك عن طريق ما يسمى بالفصول التفاعلية أو الذكية والتي تمكن المحاضر من إلقاء محاضرته مباشرة في نفس الوقت على عدد كبير من الطلاب المنتشرين في جميع أنحاء العالم دون التقيد بالمكان أو الزمان مع إمكانية مشاركة الطلاب في الحوار والمناقشة وطرح الأسئلة وبدوره يقوم المحاضر في الوقت نفسه بالإجابة عليها والتي يسمعها ويستفيد منها الجميع.
وللتعليم عن بعد فوائد عظيمة فنحن نعلم الكم الهائل من أعداد خريجي الثانوية العامة كل عام والتي تفوق سعة الجامعات حيث مكن هذا النوع من التعليم الجميع من تلقي المعلومة والحصول على الدرجة دون أي اعتبار للسن أو الظروف أو البعد المكاني إضافة إلى أن التعليم عن بعد أحد وسائل رفع المستوى الثقافي والعلمي لدى كافة أفراد المجتمع، وفي وقتنا الحاضر ظهرت في المملكة الكثير من المؤسسات التي تهتم بهذا النوع من التعليم وخصصت لذلك عمادات تقوم بخدمة الراغبين في ذلك برسوم معقولة وميسرة مثل جامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة الملك سعود وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة أم القرى في القريب العاجل إن شاء الله، ولقد ظهرت أخيرا جامعات عالمية تعطي شهادات عليا مثل الماجستير والدكتوراه عن طريق هذا النوع من التعليم مثل أكاديمية التعليم المفتوح البريطانية وبعض الجامعات الأوروبية والأمريكية. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
* مدير جامعة أم القرى